كرعي يوسف ولد سنة 1960 م في نواحي بلدية عين سيدي علي ، ترعرع فيها حتى سن 14 سنة ، وكان محبا للتجوال حيث زار العديد من مدن الجزائر وبعض مدن المغرب ثم مكث بمدينة تيارت مدة 7 سنوات ، بدأ حياته الشعرية سنة 1984 م ، وله رصيد يقدر بـ 67 قصيدة عام 1985 م ، ثم عاد إلى مسقط رأسه حيث عمل تاجرا وفي السنوات الأخيرة قطن بمدينة أفلو .
نذكر بعض الأبيات من قصيدته بعنوان ( الجفاف ) ² .
يصف الشاعر في هذه القصيدة حالة بعض الموالين والفلاحين أثناء سنوات الجفاف
يا ربي يا خالقي بالحق عزم *** يا عفو العفوا منك نرجاه
يا كريم على لخلايق تتكرم *** بجاه القرآن من حفظ وقراه
بجاه من دار الوحة والقلم *** وحفظويات من ذكر محلاه
ارفع ذا الجفاف لي علينا متلايم *** طالت المدة وطال لبنادم مرجاه
ننظر للوقت سعدي يسقم *** وجي عام امليح عمرنا ما شفناه
على ما يبدو أن الشعر الشعبي أو الفصيح لم يظهر في بلدان المغرب العربي وخاصة في منطقة الجلفة إلا بعد استقرار بني هلال في المغرب العربي ويعلل ( محمد المرزوقي ) ظهور الشعر الشعبي بقوله : " لم يترك لنا التاريخ أي أثر لشعر منظوم باللغة الدارجة ( الشعر الشعبي ) قبل منتصف القرن الخامس الهجري , أي قبل الزحفة الهلالية سنة 443 هـ , كما يضيف بأن الدخول الهلالي إلى المغرب العربي وما قاموا به من تغيرات فكرية وسياسية ودينية كان له أثر كبير على الحياة الثقافية والفكرية في المغرب العربي " ³ .
ويحدد ( محمد المرزوقي ) جانبا من جوانب ذلك التأثير في العبارة التالية : " وكثرة أولئك الأعراب وتغلبهم على إفريقية , وانتشارهم في مناكبها عرب البلاد , وكاد يذيب العنصر البربري الأصلي في العنصر العربي الغالب