رشيد سعود متالق
عدد المساهمات : 288 نقاط : 5475 تاريخ التسجيل : 26/01/2012 العمر : 32
| موضوع: هذا جزء من محاضرة للشيخ الالباني رحمه الله تعالى وغفر له بعنوان "التوحيد أولا يا دعاة الاسلام"، والمادة كالتالي: الخميس مايو 10 2012, 19:33 | |
| قال الشيخ رحمه الله: إإن أهم شيء ينبغي للدعاة حقا إلى الإسلام هو أن يهتموا بالدعوة إلى التوحيد ذلك لأنه معنى قوله تبارك وتعالى (فاعلم انه لا اله إلا الله). هكذا كانت سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعلا وتعليما أما فعله فما يحتاج إلى بحث لان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في العهد المكي إنما كان جهده ودعوته محصورة في الغالب أن يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، أما تعليما فتعلمون حديث انس بن مالك رضي الله تعالى عنه الوارد في صحيح البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما أرسل معاذا إلى اليمن قال له: "ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة ألا اله إلا الله" إلى آخر الحديث فان استجابوا لك أو فان أطاعوك فأمرهم بالصلاة إلى تمام الحديث وهو معروف إن شاء الله، فإذا قد أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه أن يبدؤوا بما بدء به وهو أن يدعوهم إلى شهادة التوحيد.... لا شك أن هناك فرقا كبيرا جدا بين أولئك العرب المشركين من حيث أنهم كانوا يفهمون ما يقال لهم بلغتهم وبين العرب المسلمين اليوم والذين ليسوا بحاجة إلى أن يدعوا إلى أن يقولوا لا اله إلا الله فإنهم قائلون بها مهما اختلفت مذاهبهم وطرائقهم وعقائدهم فكلهم يقولوا لا اله إلا الله ولذلك فالدعاة اليوم ليسوا بحاجة إلى أن يدعوا المسلمين إلى أن ينطقوا بهذه الكلمة لكن هم في الواقع بحاجة أكثر من العرب في الجاهلية إلى أن يفهموا معنى هذه الكلمة الطيبة، هذا الفرق فرق جوهري جدا بين العرب الأولين اللذين إذا دعاهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقولوا لا اله إلا الله يستكبرون! لماذا يستكبرون؟ لأنهم يفهمون أن معنى هذه الكلمة ألا يتخذوا مع الله أندادا وان لا يعبدوا مع الله غيره وهم كانوا يعبدون غيره فهم ينادون غير الله ويستغيثون بغير الله فضلا عن التوسل بغير الله فضلا عن النذر لغير الله والذبح لغير الله من هذه الوسائل الشركية الوثنية المعروفة التي كانوا هم يفعلونها، ولكنهم كانوا يعلمون أن من لوازم هذه الكلمة الطيبة من حيث اللغة العربية أن يتبرؤوا من كل هذه الأمور لمنافاتها لكلمة لا اله إلا الله، أما المسلمون اليوم اللذين يشهدون أن لا اله إلا الله لكنهم لا يفقهون معناها بل لعلهم يفهمون معناها فهما معكوسا مقلوبا تماما فكما تعلمون جميعا أن بعضهم ألف رسالة في معنى لا اله إلا الله ففسرها بالمعنى الذي كان عليه المشركون الذي كانوا يؤمنون به (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله). فالمشركون كانوا يؤمنون أن لهذا الكون خالقا لا شريك له في ذلك لكنهم مع ذلك كانوا يجعلون لله أندادا وشركاء في عبادته فهم يؤمنون أن الرب واحد لكن يعتقدون بان المعبودات كثيرة ولذلك قال تعالى في الآية المعروفة (واللذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربون إلى الله زلفى). فهم كانوا يعلمون أن قول لا اله إلا الله ينبغي أن يتبرأ قائلها من كل عبادة سوى عبادة الله عز وجل، أما المسلمون اليوم يفسرون فقد فسروا الكلمة الطيبة بــ لا رب إلا الله، فإذا فال المسلم لا اله إلا الله وهو يعني هذا المعنى _ لا رب إلا الله _ فهو والمشركون ســـواء عقيدة أما لفظا فهو مسلم لأنه يقول لا اله إلا الله بخلاف المشرك لأنه يأبى أن يقول لا اله إلا الله فهو ليس مسلما لا ظاهرا ولا باطنا، أما جماهير المسلمين اليوم فهم مسلمون لان الرسول عليه السلام يقول: "فإذا قالوها فقد عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله"، ولذلك فانا أقول كلمة ربما قد تكون نادرة الصدور مني وهي أن واقع المسلمون اليوم شر مما كان عليه العرب من حيث سوء الفهم لهذه الكلمة الطيبة. لان العرب كانوا يفهمون ولكنهم لا يؤمنون أما المسلمون اليوم فيقولون ما لا يعتقدون _ يقولون لا اله إلا الله_ وهم يكفرون بمعناها ولذلك فانا اعتقد بان أول واجب على الدعاة المسلمين حقا هو ان يدندنوا حول هذه الكلمة وحول بيان معناها بتلخيص ثم تفصيل لوازم هذه الكلمة الطيبة من الإخلاص لله عز وجل في العبادات بكل أنواعها لان الله عز وجل لما حكا عن المشركين (قالوا ما نعبدهم إلا ليقربون إلى الله زلفى)، فكل عبادة توجه إلى غير الله فهو كفر بالكلمة الطيبة_ لا اله إلا الله_ لهذا أنا أقول اليوم لا فائدة مطلقا من تكفير المسلمين ومن تجميعهم على تركهم في ضلالهم في بعدهم عن فهم هذه الكلمة الطيبة فذلك لا يفيدهم في الدنيا قبل الآخرة، نحن نعلم جميعا أن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من مات وهو يشهد أن لا اله إلا الله مخلصا من قلبه حرم الله بدنه على النار"، وفي أحاديث أخرى "دخل الجنة"، فلا يمكن ضمان دخول الجنة ولو بعد عذاب يمس القائل والمعتقد الاعتقاد الصحيح لهذه الكلمة فان هذا قد يعاقب بناء على ما ارتكب من المعاصي والآثام ولكن سيكون مصيره دخول الجنة.. وعلى العكس من ذلك من قال هذه الكلمة بلسانه ولما يدخل الإيمان إلى قلبه فذلك لا يفيده شيئا في الآخرة! قد يفسده في الدنيا النجاة من القتال ومن القتل أما في الآخرة فلا يفيده شيئا إلا إذا قالها فاهما لمعناها أولا ومعتقدا لهذا المعنى لان الفهم والمعرفة وحدها لا يكفي إلا إذا اقترن مع الفهم الإيمان بهذا المفهوم وهذه نقطة أظن أن كثيرا من الناس عها غافلون وهي: لا يلزم من الفهم الإيمان لا بد أن يقترن كل من الأمرين مع الأخر حتى يكون مؤمنا ذلك لأنكم تعلمون إن شاء الله أن كثيرا من أهل الكتاب من اليهود والنصارى كانوا يعرفون أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم رسول صادق فيما يدعيه من الرسالة والنبوة ولكن مع ذلك أي مع هذه المعرفة التي شهد لهم بها ربنا تبارك وتعالى حين قال (يعرفونه كما يعرفون أبنائهم). ومع ذلك هذه المعرفة ما أغنتهم شيئا لماذا؟ لأنهم لم يصدقوه فيما عرفوا منه من ادعائه النبوة والرسالة، ولذلك فالإيمان يسبقه المعرفة ولا تكفي وحدها لابد أن يقترن معها الإيمان فإذا إذا قال المسلم لا اله إلا الله بلسانه فعليه أن يضم إلى ذلك معنى هذه الكلمة بإيجاد ثم بالتفصيل فإذا عرف ثم صدق وآمن فهو الذي تصدق عليه تلك الأحاديث التي ذكرت بعضها آنفا ومنعا قوله عليه الصلاة والسلام مشيرا إلى شيئا من التفصيل الذي ذكرته آنفا الا وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " من قال لا اله إلا الله نفعته يوما من دهره". نفعته يوما من دهره أي كانت هذه الكلمة الطيبة بعد معرفة معناها وهذا أكرره لكي يرسخ في الأذهان_ بعد معرفة معناها والإيمان بهذا المعنى الصحيح ولكنه قد لا يكون قام بمقتضياتها وبلوازمها من العمل الصالح والانتهاء عن المعاصي فقد يدخل النار كجزاء لما فعل وارتكب من معاصي أو اخل ببعض الواجبات ثم تنجيه هذه الكلمة الطيبة خذا معنى قوله عليه السلام "من قال لا اله إلا الله نفعته يوما من دهره". أما من قالها بلسانه ولم يفقه معناها أو فقه معناها ولكنه لم يؤمن بهذا المعنى فهذا لا ينفعه قوله لا اله إلا الله إلا هنا في العاجلة وليس في الآجلة.... [/i] | |
|
ملاكووو نشيط
عدد المساهمات : 15 نقاط : 4535 تاريخ التسجيل : 01/06/2012
| موضوع: رد: هذا جزء من محاضرة للشيخ الالباني رحمه الله تعالى وغفر له بعنوان "التوحيد أولا يا دعاة الاسلام"، والمادة كالتالي: الخميس يونيو 07 2012, 11:58 | |
| موضوع في قمة الروعه
لطالما كانت مواضيعك متميزة
لا عدمنا التميز و روعة الاختيار
دمت لنا ودام تالقك الدائم | |
|