أسباب تعاطى المخدرات
اتفق معظم الباحثين على أن هناك عوامل كثيرة تدفع الإنسان لتعاطي المخدرات . و تتلخص فيما يلي :
أولا ـ عدم الاستقرار النفسي واختلال الدور الاجتماعي :
قد يلجأ الفرد إلى المخدرات كهروب من الواقع في ظل الضعف وعدم الاستقرار النفسي وعدم التوافق والتكيف مع الحياة والمجتمع. كما أن اختلال الدور الاجتماعي للفرد أو حرمانه من القيام بهذا الدور من العوامل القوية التي تقف وراء تعاطي المخدرات . فعلى سبيل المثال هناك ظروف اجتماعية متعددة تضغط على إدراك المراهق لدوره الاجتماعي (كأثر القيم الجديدة الوافدة على كيان الأسرة الخليجية مثلا ) ، حيث وضعت المراهق أمام موقف صعب تجاه ما هو تقليدي، وما هو مستحدث في ظل ضعف الرقابة الاجتماعية ، ولعل أحد دوافع استخدام المخدرات كان نتيجة ذلك الصراع .
ثانيا ـ ضعف التكوين العقدي والقيمي :
يرتبط السلوك المنحرف ارتباطا وثيقا بضعف الوازع الديني و التكوين القيمي ، إذ أن لذلك أثراً فاعلاً في ميل الفرد إلى الإقبال على تعاطي المخدرات والمسكرات ومن ثًمًّ
ادمان المخدرات .
ثالثا ـ مرحلة المراهقة ذاتها :
تعتبر مرحلة المراهقة من المراحل الحرجة في حياة الفرد، وتتطلب المزيد من الجهد لمواجهة متطلباتها بالأساليب التربوية ، والتركيز على دور الأسرة والمدرسة ومؤسسات المجتمع بعامة في عملية التنشئة وذلك بمزيد من الفهم لحاجات المراهقين، مع الأخذ بعين الاعتبار إشباع الحاجة إلى تقدير الذات لديهم ، لما لذلك من أهمية بالغة في تنشئتهم بشكل سوي ، وحمايتهم وتوجيههم من تبعات طبيعة هذه المرحلة وقلة خبرتها في الحياة، وما فيها من أخطار . كما أن لرفقاء المراهق (الزميل، الصديق ، الرفيق ،الأخ،الصاحب .. الخ) - وكلها ألقاب للصديق الخاص أو الأصدقاء الذين يظهرون في مرحلة المراهقة – لهم دوراً بالغا في التأثير عليه بالوقوع في شراك المخدرات، حيث يُعْتَبَرُون الأسرة البديلة عن أسرته، ومثله الأعلى، والمساهمة في تشكيل شخصيته . فآراؤهم وأفكارهم محط اهتمامه، وهم ملاذه في الأزمات وفي مواقف الضعف التي يتعرض لها خاصة عندما يرى أن الأسرة مصدر هذه الأزمات. وهنا مكمن الخطورة عندما تكون هذه الرفقة من سيئي السلوك، مما قد يقود إلى المخدرات.
رابعا ـ وقت الفراغ :
لقد أثبتت بعض الدراسات الميدانية التي أجريت على المدمنين أن قضاء الشباب لأوقات الفراغ في أمور لا تعود عليهم بالنفع من الأسباب الرئيسة المؤدية إلى الإدمان . وهذا يعني أن عدم القدرة على استغلال أوقات الفراغ وقضاءها على النحو الذي يعود بالنفع على الفرد والمجتمع يؤدي في الغالب إلى إتاحة الفرصة أمام المراهقين إلى الميل نحو تعاطي
المخدرات.
خامسا : المشكلات الأسرية :
تلعب المشكلات الأسرية دوراً بالغَ الأهمية في إعاقة دور الأسرة في تربية أبنائها وتنشئتهم التنشئة الاجتماعية السليمة، مما يؤدي في نهاية الأمر إلى انجرافهم مع تيار الانحراف . ومن تلك المشكلات ما ينشب بين الأبوين من شجار، أو اختلافهما في أسلوب التربية مما يجعل الأبناء في حيرة من أمرهم ، إلى من يميلون ومَنْ يصدقون ؟ . كما أن أسلوب التنشئة الذي لا يعرف إلا القسوة في التعامل مع الأبناء دون الاستبصار بعواقب هذه القسوة ، يقود الأبناء إلى النفور من آبائهم وأمهاتهم وأسرهم ، وقد يجعلهم ينتقمون من ذلك بالوقوع بالخطأ .
وعلى النقيض من ذلك انتهاج أسلوب الدلال الزائد والإهمال بحجج واهية ، مما قد يجعل الأبناء عرضة للوقوع في شراك
المخدرات.
منقول للإفادة :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]00201008968989
المصدر:
علاج الادمان