بعد غياب دام طويلا عن بطولات كأس الأمم الأوروبية ، يعود المنتخب الأيرلندي إلى المشاركة في البطولة محملا بطموحات كبيرة بعد تأهله بجدارة إلى نهائيات كأس أوروبا القادمة (يورو 2012) والتي تستضيفها بولندا وأوكرانيا بالتنظيم المشترك بداية من يوم الجمعة المقبل وحتى أول يوليو المقبل.
ويعود المنتخب الأيرلندي للمشاركة في البطولة بعدما غاب عن النهائيات منذ عام 1988 والذي شهد مشاركته الوحيدة في بطولات كأس الأمم الأوروبية.
وتبدد أمل المنتخب الأيرلندي في بلوغ نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا عن طريق هدف "غير شرعي" للمنتخب الفرنسي عن طريق لمسة يد من المهاجم الفرنسي تييري هنري خلال مباراة الإياب بين الفريقين في الملحق الأوروبي الفاصل بالتصفيات المؤهلة للبطولة.
ووعى المنتخب الأيرلندي الدرس جيدا بعد هذه المباراة فنجح في احتلال المركز الثاني خلف نظيره الروسي في مجموعته بالتصفيات المؤهلة ليورو 2012 ثم حسم المواجهة مع المنتخب الاستوني مبكرا في الملحق الفاصل بالفوز 4-صفر ذهابا قبل التعادل 1-1 إيابا.
ونال المدرب الإيطالي القدير جيوفاني تراباتوني (72 عاما) المدير الفني للمنتخب الأيرلندي مكافأته على هذا الإنجاز بتمديد الاتحاد الأيرلندي للعبة عقده والجهاز المعاون له مع الفريق لعامين إضافيين حيث يقود الفريق في التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل.
وجاء المنتخب الأيرلندي ضمن فرق المستوى الرابع بالمنتخبات المشاركة في البطولة ليجد نفسه في مواجهة عصيبة مع ثلاثة منتخبات أعلى منه في المستوى على الأقل من الناحية النظرية.
ويواجه المنتخب الأيرلندي اختبارا عصيبا في مواجهة المنتخب الأسباني بطل أوروبا والعالم والمنتخب الإيطالي الذي يمثل تحديا خاصا للمدرب تراباتوني والمنتخب الكرواتي الذي يطمح إلى الاستفادة من خبرته لتفجير مفاجأة.
وقال تراباتوني ، قبل إجراء القرعة في ديسمبر الماضي ، "نحن بين فرق المستوى الرابع بالفعل طبقا لتصنيفنا العالمي. قد نواجه أيا من منتخبات أسبانيا وإيطاليا وإنجلترا وألمانيا وهولندا. أود بالفعل المحاولة واللعب أمام هذه المنتخبات الكبيرة ويتعين على لاعبينا أن يثقوا في أنهم على قدم المساواة مع هؤلاء المنافسين".
ولكن تراباتوني أدرك بالتأكيد أن أمنتيه قد تكون هي الطريق إلى خروج الفريق مبكرا من يورو 2012 في ظل قوة منافسيه الثلاثة في مجموعته بالدور الأول للبطولة.
وما من فريق يمكنه التقليل من شأن أو قوة المنتخب الأيرلندي الذي خسر اثنتين فقط من 24 مباراة خاضها بقيادة تراباتوني في التصفيات المؤهلة لمونديال 2010 ويورو 2012 وكانت منهما هزيمة واحدة فقط على ملعب الفريق عندما سقط 2-3 أمام ضيفه الروسي ليحل ثانيا في المجموعة الثانية بالتصفيات خلف نظيره الروسي ومتفوقا على منتخبي أرمينيا وسلوفاكيا.
ولكن المؤكد أيضا أن هذا السجل الرائع يواجه مشكلة حقيقية في مواجهة فريقين مثل أسبانيا وإيطاليا.
وقال تراباتوني "فاز المنتخب اليوناني بلقب يورو 2004 ، فلما لا نفوز بلقب يورو 2012 بهذه المجموعة من اللاعبين ؟ . نحتاج إلى تركيز وإخلاص تام".
وفي الماضي ، برهن المنتخب الأيرلندي على أنه فريق يستطيع التعامل جيدا مع البطولات الكبيرة حيث تغلب على نظيره الإنجليزي في يورو 1988 وكان على بعد ثماني دقائق فقط من الإطاحة بنظيره الهولندي الذي أفلت من الكمين وأكمل طريقه بنجاح نحو التتويج باللقب.
كما اجتاز المنتخب الأيرلندي دور المجموعات في مشاركاته الثلاث بكأس العالم أعوام 1990 و1994 و2002 .
وقد تكون يورو 2012 الفرصة الأخيرة للاعبين مخضرمين مثل روبي كين وداميان داف وريتشارد دان وشاي جيفن لتحقيق إنجاز في بطولة كبيرة قبل الاعتزال